اقتحم فجر امس اكثر من 100 مستوطن ودنسوا المسجد الاقصى المبارك على شكل مجموعات وفرادى، وذلك من جهة باب المغاربة، ونظموا جولة في انحاء متفرقة من الاقصى، برفقة عدد من «الحاخامات»، وبحراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وتصدى لهم المئات من المصلين وطلبة مدارس القدس وطلاب مشروع احياء مصاطب العلم الذي تقوم عليه «مؤسسة عمارة الاقصى والمقدسات» بالتنسيق مع دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس، وتعالت منذ ساعات الصباح اصوات التكبير والتهليل، تعبيراً عن الرفض الكامل لممارسات الاحتلال وتدنيسه للمسجد الاقصى.
وتسود حالة من الترقب الحذر في البلدة القديمة بالقدس ومحيط المسجد الاقصى المبارك، على خلفية تنظيم مسيرات كبيرة للمستوطنين وبخاصة تلك التي تنطلق الساعة الخامسة بتوقيت القدس المحتلة، من امام منزل رئيس الحكومة الاسرائيلية نتانياهو، صوب المسجد الاقصى، تطالب بفرض السيطرة الكاملة على الاقصى واتاحة اقامة الشعائر التلمودية فيه.
وندد الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الاوقاف الاسلامية في القدس المحتلة في تصريح لـ»الرأي» بتنظيم المستوطنين المتطرفين بالمسيرة.
وقال ان المحاولة التي يقوم بها المتطرفون اليهود أصبحت شبه يومية، أو يومية بالكامل تتم بحماية حكومة متطرفة يمينية وحماية الأذرع الأمنية بيد السلطة التي تريد أن تبسط سيطرتها على المسجد الأٌقصى المبارك مؤكدا ان هذه محاولات أصبحت يومية ومتكررة وتستهدف النيل من قدسية الأقصى والاعتداء على المصلين وحرية العبادة.
واشار الى ان شرطة الاحتلال ومن خلفها الحكومة في الوقت الذي تدخل فيه هؤلاء المتطرفين إلى المسجد الأقصى عنوة رغما عن الأوقاف الإسلامية والمسلمين أصحاب الحق الشرعي في هذا المسجد تمنع المصلين المسلمين وتحدد الأعمار وتفرض القيود وتهدد النساء وتحجز الهويات وتبعد عن المسجد الأقصى، موضحا ان «واجبنا الآن نحن أبناء القدس بأن نفشل هذه المحاولات، وأن نكثف وجودنا في المسجد الأقصى المبارك، وأن نداوم على الصلوات في كل الأوقات لأنه هذا مسجدنا وهو جزء من عقيدتنا وهو مسرى سيدنا محمد ومن هنا كان عروجه إلى السموات العلى».
واكد الشيخ سلهب ان «المسجد الاقصى بات في خطر حقيقي يتمثل بوجود حكومة يمينية متطرفة تستهدف مسجدنا وتحاول أن تفرض واقعا جديدا فيه، سواء بهذه الهجمات، أو الزيارات المشبوهة التي تقوم بها أذرع الأمن الإسرائيلية تحت مسمى، الزيارات وإدخال السياح عنوة من باب المغاربة الذي استولت عليه إسرائيل وصادرت مفاتيحه، وكذلك الحفريات المستمرة في محيط الأقصى وتحت أسواره التي تستهدف الأقصى والتراث الإسلامي».
إلى ذلك؛ اقتحم عشرات المستوطنين، صباح امس، منطقة برك سليمان الواقعة بين بلدة الخضر وقرية أرطاس جنوب بيت لحم.
وأفاد منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر أحمد صلاح، أن المستوطنين أقاموا طقوسا دينية في المنطقة، لافتا إلى أن هذا العمل أصبح يتكرر تحت حماية جيش الاحتلال، وذلك بهدف السيطرة على المنطقة وضمها إلى مجمع «غوش عتصيون» الاستيطاني.
وأفاد شهود عيان، أن المستوطنين وبعد اقتحامهم لبرك سليمان توجهوا إلى «خربة بكو» المقابلة لقرية ارطاس، وحاولوا اقتحام عدد من الكهوف بحجة أنها معابد دينية لهم من أجل إقامة طقوس دينية، إلا أن المواطنين الذين تواجدوا في الموقع منعوهم، وجرت بينهم اشتباكات بالأيدي في ظل حماية جنود الاحتلال للمستوطنين.
كما اقدم مستوطنو «اسفر» المقامة على اراضي بلدة سعير، امس، على اقتلاع اشتال زيتون من ارض شرق البلدة.
من جانب آخر؛ اعتقلت قوات الاحتلال 10 فلسطينيين في الضفة الغربية.
وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال دهمت مدن الخليل ونابلس وبيت لحم وطوباس وسط اطلاق نار كثيف واعتقلتهم.
وتشن قوات الاحتلال يوميا حملات دهم واعتقال تطال عشرات الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية بحجج وذرائع مختلفة.
كما احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس خمسة مقدسيين في شارع صلاح الدين وسط مدينة القدس المحتلة خلال فعالية لاحياء ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني.
وذكرت مصادر فلسطينية ان مجموعة من الشبان المقدسيين انطلقت بمسيرة في شارع صلاح الدين رفعوا خلالها أعلاماً فلسطينية ولافتات ضد الاحتلال، وخلال ذلك هاجمتهم قوة معززة من جنود وخيالة الاحتلال المسيرة واحتجزت الشبان الخمسة وصادرت الاعلام الفلسطينية