منذ أيَّام دعوتُ إلى غرفة مكتبي مربِّية أولادي يوليا فاسيليفنا لكي أدفع لها حسابها.
قلتُ لها: إجلسي يا يوليا. هيَّا نتحاسب. يبدو أنَّك بحاجة إلى النقود، لكنَّك خجولة إلى درجة أنَّك لا تطلبينها بنفسك.
حسنًا لقد اتِّفقنا على أن أدفع لك ثلاثين روبلاً في الشهر.
قالت: أربعين.
قلت: كلاَّ، ثلاثين هذا مسجَّل عندي كنت أدفع للمربِّيات ثلاثين روبلاً دائمًا. حسنًا لقد عملت لدينا شهرين.
قالت: شهرين وخمسة أيَّام.
قلتُ: شهرين بالضبط هكذا مسجَّل عندي إذن تستحقين ستِّين روبلاً نخصم منها تسعة أيَّام آحاد
لأنَّك لم تعملِّي كوليا في أيَّام الآحاد بل كنت تتنزَّهين معها فقط.
ثمَّ ثلاثة أيَّام أعياد.
تضرَّج وجه يوليا فاسيليفنا وعَبَثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن لم تنبس بكلمة.
واصلتُ: نخصم ثلاثة أعياد إذًا المجموع إثنا عشر روبلاً.
وكانت كوليا مريضةً أربعة أيَّام ولم تكن تدرس كنت تدرِّسين فاريا فقط.
وثلاثة أيَّام كانت أسنانك تؤلمك فسمحتْ لك زوجتي
بعدم التدريس بعد الغداء.
إذًا إثنا عشر زائد سبعة تسعة عشر نخصم من واحد وأربعين روبلاً الباقية. مضبوط؟
احمرَّت عين يوليا فاسيليفنا اليسرى وامتلأت بالدمع وارتعشت ذقنها
وسعلت بعصبيَّة وتمخَّطت، لكن لم تنبس بكلمة.
قلت: قبيل رأس السنة كسرتِ فنجانًا وطبقًا نخصم روبلين الفنجان أغلى
من ذلك لأنَّه موروث ولكن ليسامحك الله!
ويعوِّضنا بدلاً منه وبسبب تقصيرك تسلَّق كوليا الشجرة ومزَّق سترته
نخصم عشرة روبلات
وبسبب تقصيرك أيضًا سرقتْ الخادمة من فاريا حذاءًا
ومن واجبك أن تراقبي كلَّ شيء فأنتِ تتقاضين مرتَّبًا وهكذا نخصم أيضًا خمسة روبلات. وفي 10 يناير، أخذت منَّي عشرة روبلات.
هَمَسَت يوليا فاسيليفنا: لم آخذ.
قلت: لكن ذلك مسجَّل عندي.
قالت: حسنًا ليكن.
واصلتُ: من واحد وأربعين روبل، نخصم سبعة وعشرين إذًا الباقي أربعة عشر.
امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع، وظهرت حبَّات عرق على أنفها الطويل الجميل. يا للفتاة المسكينة!
قالت بصوت متهدِّج: أخذتُ من حرمكم ثلاثة روبلات مرَّة واحدة فقط
لم آخذ غيرها.
قلت: حقاً! انظري أنا لم أسجِّل ذلك!
لذا نخصم من الأربعة عشر ثلاثة الباقي أحد عشر
ها هي نقودك يا عزيزتي! ثلاثة، ثلاثة، ثلاثة واحد، واحد.
تفضَّلي، ومددت لها أحد عشر روبلاً.
تناولَتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة، وهمست: شكرًا.
انتفضتُ واقفًا وأخذتُ أروح وأجيء في الغرفة واستولى عليَّ الغضب.
سألتُها: شكرًا! على ماذا؟
قالت: على النقود.
قلت: يا للشيطان ولكنَّني نهبتك، سلبتك لقد سرقتُ منك فعلام تقولين شكرًا؟
قالت: في أماكن أخرى، لم يعطوني شيئًا.
قلت: لم يعطوكِ! أليس هذا غريبًا! لقد مزحتُ معك
وأردت تلقينك درسًا قاسيًا سأعطيك نقودك الثمانين روبلاً كلَّها.
ها هي في المظروف، جهَّزتها لكِ.
ولكن هل يمكن أن تكوني عاجزة إلى هذه الدرجة؟ لماذا لا تحتجِّين؟
لماذا تسكتين؟ هل يمكن في هذه الدنيا ألاَّ تكوني حادَّة الأنياب؟
هل يمكن أن تكوني مغفَّلة إلى هذه الدرجة؟
ابتسمتْ بعجز، فقرأتُ على وجهها: مُمْكِن!
سألتُها الصفح لهذا الدرس القاسي
وسلَّمتها بدهشتها البالغة، الثمانين روبلاً كلَّها. شكرتني بخجل وخرجت. تابعتُها بنظراتي وهي خارجة
وفكَّرتُ: ما أبشع أن تكون ضعيفًا في هذه الدنيا.