بسم الله الرحمن الرحيم
نسيان المصلي السجود في الصلاة
تصوير المسألة :
سجد أحد المصلين في الركعة الأولى من صلاة العصر مثلاً سجدة واحدة ثمّ قام وتذكر أنّه اقتصر على سجدة واحدة ،فما الذي يلزمه في هذه الحالة ؟
في المسألة تفصيل : المصلّي إمّا أن يكون منفرداً - أي غير مأموم - وإمّا أن يكون مأموماً .وإمّا أن يعلم بنسيانه السجود وهو في الصلاة ،وإمّا أن يعلم نسيانه السجود بعد الانتهاء من الصلاة ولتوضيح ذلك :
نفترض أنّ المصلّي منفرد غير مأموم وهو في الرّكعة الأولى على سبيل المثال سجد سجدة واحدة وعلم بنسيانه السجود وهو ما زال في أثناء الصلاة فإنّه في هذه الحالة ينظر :
أ. إذا ترك المصلي السجدة الثانية، وقبل أن يستتم قائماً تذكر فإنّه يعود فوراً ولا يسجد للسهو إلاّ إذا كان للقيام أقرب للقعود .
( انظر : دراسات فقهية على المذهب الشافعي ، للشيخ الشقفة ، 290 ).
ب. إذا ترك المصلّي المنفرد السجدة الثانية ثمّ قام وتذكر بعد أن استتم قائماً أو قبل أن يستتم قائماً ولكن كان للقيام أقرب من القعود أو تذكر وهو يقرأ الفاتحة أو وهو راكع أو بعد الاعتدال من الركوع وقبل أن ينزل للسجود في الركعة الثانية ،فإنّه يهوي للسجود فوراً ويأتي بالسجدة التي نسيها في الرّكعة الأولى ثمّ يقوم للركعة الثانية ويقرأ الفاتحة ويركع من جديد ويتمّ صلاته ،ويستحب أن يسجد للسهو في آخر الصلاة .
ج. إذا تذكر المصلّي المنفرد أنّه اقتصر على سجدة واحدة وهو في سجود الركعة الثانية فإنّ هذه السجدة تعتبر بدلاً من السجدة التي كان قد نسيها في الرّكعة الأولى ،ثمّ يقوم ويقرأ الفاتحة ويركع من جديد ويتمّ صلاته، ويستحب أن يسجد للسهو في آخر الصلاة .
وما سبق ذكره وتفصيله في الصور الثلاث السابقة يتعلق بالمصلي المنفرد
وأمّا إذا كان المصلّي مأموماً فإنّه يتدارك ما علم تركه أثناء الصلاة بعد سلام إمامه بركعة
( انظر : حاشية البيجوري ، ج1\274-275 ) .
د. إذا ترك المصلي السجدة الأخيرة من الركعة الأخيرة نسياناً ثمّ تذكرها قبل سلامه فإنّه يلزمه أن يأتي بها ،ثمّ يأتي بالتشهد والصلاة الإبراهيمية ،ولا يسجد للسهو في هذه الحالة لعدم الزيادة .( انظر : حاشية البيجوري ، 1\274 -275 ) .
هـ. إذا علم المصلي بترك السجود في إحدى الركعات -غير الركعة الأخيرة - وكان تذكره بعد أن سلّم ،والزّمان بين سلامه وتذكره قريب عُرفاً ففي هذه الحالة يأتي بركعة كاملة وجوباً ،ثمّ يسجد للسهو آخر صلاته ،أي بعد الصلاة الإبراهيمية وقبل التسليم، ولا يضر إن كان قد تكلم بعد سلامه قليلاً (وقدّر بستّ كلمات ) ،وكذلك لا يضر لو استدبر القبلة ما لم يأت بأفعال مبطلة للصلاة كثلاث حركات متوالية فأكثر أو أن يطأ نجاسة غير معفو عنها . ( انظر : حاشية البيجوري ، 1\274-275 ، دراسات فقهية على المذهب الشافعي ، للشيخ الشقفة ، 290-291 ) .
وللتوضيح : نفرض أنّ المصلي وهو يصلّي العصر مثلاً قد نسي في الركعة الأولى سجدة وأتمّ صلاته ولم يتذكر إلاّ بعد التسليم ،وكان الفاصل بين تذكره وسلامه قصيراً فإنّه في هذه الحالة يقوم ويأتي بركعة تامة ويقرأ التشهد والصلاة الإبراهيمية ثمّ يسجد للسهو ويسلّم .
و. إذا تذكر المصلي أنّه ترك السجدة الثانية من الركعة الأخيرة فإنّه في هذه الحالة يلزمه أن يأتي بالسجدة فقط - ولا يلزمه أن يأتي بركعة كما في بند هـ - ثمّ يقرأ التشهد والصلاة الإبراهيمية ثمّ يسجد للسهو ويسلّم ،
ولا يضر إن كان قد تكلم بعد سلامه سهواً قليلاً (وقدّر بستّ كلمات ) ،
وكذلك لا يضر لو استدبر القبلة ما لم يأت بأفعال مبطلة للصلاة كثلاث حركات متوالية فأكثر ،
أو أن يطأ نجاسة غير معفو عنها .
( انظر : دراسات فقهية على المذهب الشافعي ، 290 )