فصول الحياة الزوجية بين الفطرة والواقع
عجزت وسائل التنكنولوجيا الحديثة بمساعدة شباب الربيع على إدراك وتفهم دروس الزوجية من منظوره العائلي والاجتماعي، حيث الخلط بين فصول الحياة الزوجية بين الفطرة والواقع يمثل عائقا أمام أسس البناء السليم.
إنحصرت عملية حرق الأعصاب وخطط الزواج بزاوية حادة يصعب قياس درجاتها، لمنطق يجعل التفكير والبحث والكتابة عن مواضيع التثقيف الجنسي للحياة الزوجية الناجحة بهدف نشر الفائدة وتوضيح الأساليب الصحيحة والصحية ،لتقوية العلاقة الزوجية ومحاربة الطلاق والخيانة بمفهومها المتداول، تهورا يتطلب الحذر والدقة والجرأة، بل يمثل مغامرة للقفزعن لهيب يكوي ليحرق بعد أن أستنفذت الأعصاب بدرجة التحمل، فجنون التجرد من ثوب الخوف والقفز عن زانة الحياء قد أصبحت العلاج أو بداية البحث عن العلاج خصوصا لاعتقاد الجميع بفطرة الغريزة الجنسية وعفوية تنفيذها بالتوقيت المناسب بثوب الأنانية أحيانا، فقضاء ليلة حمراء على ضوء شموع النشوة وانتهاء الفعل بقبلة إخلاص واسترخاء يوهم البعض أن الفصل الأول والأصعب من الحياة الزوجية قد انتهى خصوصا مع الانتشار الواسع لوسائل التثقيف والمعرفة، والانفتاح القسري على مفاصل التطور، أو أن ذلك يترجم درجة الاخفاق والتقصير بنقيض يصعب تحليل أركانه وترجمة مفرداته.
أصحاب الاختصاص
.. صدمة صورة الواقع
أن أصحاب الاختصاص يفاجئون بالصدمة لصورة الواقع عندما يرتدي الزوجان درجة الجرأة للذهاب والشكوى للبحث عن الحلول، فلا استغراب من عذرية الفتاة أو الرجل بعد أسابيع زوجية لجهل أو خوف في سطور من السرية بمداد الحرص والخوف والمحافظة على قدسية العلاقة والتي تتغذى على الطاقة الناتجة من حرق الأعصاب للطرفين والقلق لفشل الاختبار، واللجوء لاستخدام العقاقير المنشطة وعسل النحل بأصنافه وخلطات العطارة لإثبات الفحولة بعد الفخر بتاريخ وهمي قد مضى وانتحر شهوده، خصوصا إذا طلب العرابون بالغرفة المجاورة تقريرا أو منديلا أحمر لنشر زغرودة الفخر، أو أن الفعل تطبيقا لدعاية تلفزيونية للبلحة الصينية.
الثقافة المنتشرة عن الممارسات الزوجية تنحصر بزاوية حادة يمنع انفراجها، وتشكل هما حصريا وهدفا للطرفين منذ التعارف وقد تكون عنوان الحديث السري عندما يحصلان على فرصة الانفراد أثناء فترة الخطوبة والتعارف وعنوانها أن نجاح اللقاء الزوجي الأول بمفهومه المقيد يتمثل بفض غشاء البكارة وتلوين المنديل الأبيض بدماء الفتاة كشهادة لأنوثتها وعذريتها واستحقاقها باحتلال القلب والعقل واستحقاق الرجل لدرجة الفحولة المطلقه لنجاحه بأداء المهمة وإزالة اللثام، بل ويشكل درجة النجاح الأولى على سلم الزوجية على أن يكون ذلك خلال الساعات الأولى ليوم الزواج ما أمكن، والخلل بأي من تسلسل الخطوات السابقة يمثل خللا يهدد بإعدام التفاهمات في صفحات الأيام ويدفن وعودا قد استحقت ولادتها وتحتاج لرعاية تفرضها الأعراف، وللتوضيح فإن الضغط الفكري والنفسي المتشعب الأسباب لذلك اليوم، والتدخل العائلي بصوره المختلفة والانتقال الواقعي من مرحلة العزوبية والاستقلال لمرحلة الزوجية والارتباط والتحضير لترجمة الشعور الداخلي للطرفين، كلها أسباب قد تؤثر على توقيت التنفيذ ودقته، بل والجهل المطقع بأصول الممارسات الجنسية باعتبارها محرمات الخطوط الحمراء، فلا غرابة إذا تسائل الزوج عن موقف أهل الفتاة بعلمهم أنها في بيت الزوجية من باب التجمد الفكري أو الدعابة.
بعد مراسم الزواج
تمثل صور الجهل بالواقع التشريحي للجهاز التناسلي وانحصار التفكير الذهني بتلك الفتحة الضيقة هاجس خوف للطرفين، وألم الزوجة المصاحب لضعف مهارة الزوج يمثلان العقبة الأولى بعد مراسم الزواج خصوصا أن الظروف الزوجية تحضر على الفتاة الاستسلام والاستمتاع وترك الأمر لسيد المنزل، والفتاة تتسلح وتذرف سحبا من العواطف والحنان والإخلاص بقدر غير مقارن يترجم بلحظات العفوية ويحتاج لتغذية من الشريك للاستمرارية، كما أن الطبيعة التشريحية والتغذية العصبية بشبكة حسية لمنطقة العجان والمهبل وحراستها بعضلات قوية لحمايتها من غدر الزمان وأهميتها للمحافظة على استمرارية البشرية كاستحقاق رباني، كلها ظروف تفرض حرص التعامل معها وتتطلب العقلانية لأصول التعامل فالتهديد والتلويح بالعقاب أسلحة تسكن في متحف البشرية، وليس من العدل تحميل الزوجة العروس نتائج فشل المحاولة، فالزواج هو المشروع الوحيد الذي يضمن الربح والخسارة للطرفين بالتساوي.
محظورة من التداول
محاور الثقافة الجنسية وفصولها محظورة من التداول، والاعتماد على الخبرات الذاتية والاجتهاد وترجمة النصائح تشكل المراجع الرئيسية خصوصا بظروف التقاليد الاجتماعية، ممزوجا بالحرمان المقرون بالكبت، ليجعل من الزواج قنبلة ذاتية للطرفين، يشكل انفجارها بالتوقيت المناسب ألعابا نارية تضيء الليل المظلم وتطرب الحاضرين بأنغام الأحلام أو أن انفجارها سيحدث حفرة بطريق المستقبل، تمهد لحفر مقبرة لدفن تلك الأحلام قبل ولادتها على أرض الواقع، فالرجل الشرقي يقبل أحيانا على مضض نعته بصفات سلبية مؤجلاً المرافعة بالدفاع عنها للتوقيت المناسب ليثبت براءته من الاتهام ولكنه يرفض تحت طائلة التضحية باتهامه بفحولته وعجزه عن أداء مهمته الزوجية كاستحقاق تكميلي حتى لو أستذكر صفحات التاريخ الحافل بعلاقاته النسائية بالوهم والواقع، فإثبات الفحولة والرجولة يتطلب نبش الماضي وفرد الوقائع على طاولة الحوار بزمن لا يحتمل التأجيل بعد أن كانت تلك الوقائع ذكريات وتجارب لا نملك دليلا لنفيها أو التشكيك بها، والحال كذلك مع الفتاة الشرقية التي تقبل الصمت والتسامح عند نعتها بصفات سلبية، ولكنها ترفض تحت طائلة استحقاق الإعدام بالمس بسلوكها وعذريتها، ويصبح الخلاف وانعدام التفاهم فصلا خلافيا قيد النظر، بدون الجرأة بطرح القضية للنقاش والتفاهم.
مرحلة المعاشرة الزوجية تمثل صورة الاتحاد بين قطبي البيت الزوجي ويحمل في كنوزه معاني غير محددة ويصعب حصرها، ويمكننا اعتباره من المقومات الزوجية الأساسية للطرفين والثمرة الأولى كهدف مخطط له ونتيجة فورية للاتحاد، وهناك مسؤولية متعددة الأضناء تساهم بغرس بذوره البعد والتنافر، ويقيني بأبناء القرن الحادي والعشرين وما يتوفر لديهم من فرص الثقافة والتعلم بأن يبحثوا بالمراجع الصحية بمراحل الاستعداد لاستيعاب فنون اللقاء وأبعاده وعليهم أن يدركوا أن التنسيق بدروب البناء المستقبلي يشكل تحديا لتحقيق النجاح.
نسب الطلاق خلال الشهور الأولى للزواج
أمر محزن ومؤسف بارتفاع نسب الطلاق خلال الشهور الأولى للزواج وأهم أسبابها تعثر الانتهاء من المهمة الأولى بالتقدير بساعات الصباح الأولى ليوم الزواج تحت مسميات عدم التوافق ووهم التفاهم، فالمستوى الفكري وأسس التفاهم وخريطة الحياة المستقبلية كفيلة بإعادة ترتيب الأولويات، والاكتفاء بقبلة المحبة كعربون للسعادة لا يشكل تقصيرا طرفيا، بل يمثل محفزا فسيولوجيا لإنتاج المزيد من جرعات الهرمونات التنشيطية والضرورية لاستكمال عقد بناء قصر الزوجية والاستمتاع بأركانه وشرفاته
حلم اليوم البعيد، قد يكون ملك الغد، فأنانية المتعة لا تؤهل حاملها درجة الفخر بالانجاز، فالمتعة المتبادلة تشكل الرباط الصحيح لبداية رحلة العمر، بل ومن الممكن أن تكون نقطة البدء لمشروع فرد قادم كثمرة لنجاح اللقاء، والتذكير أن دافع الخيانة يمثل صورة واقعية لواقع الحياة بجحيم الهروب الزوجي، على أن أكمل ما بدأت اليوم بالاسبوع القادم فللحديث بقية.