المعاشرة الزوجية بفصولها الجنسية تمثل سحابة أمطار صحية وفوائد وقائية للعديد من الأمراض، فالابتعاد عن الخيانة الزوجية ودفن هواجس الشك السلوكي يعتبر الثمرة الأولى للنجاح العائلي، فاللقاء الزوجي يمثل العلامة الكاملة لتفاهم الزوجين، والبحث عن مصادر التثقيف الصحي لأصول المعاشرة الزوجية بالتوقيت المناسب يرمز للوحدة المبنية على التكافل والتساوي، والاعتقاد الدارج كما ذكرت بالاسبوع الماضي بأن نجاح الزواج يتمثل بمفردة بفض ونزف غشاء البكارة يمثل بداية التعلم بفك شيفرة شهادة محو الأمية لأصول الزوجية، ففوائد المعاشرة الزوجية تتعدى لحظات المتعة فواقعها أكبر من مساحة اسطوانية تهمنا جميعا.
تحقق الحلم باللقاء
الحياة الزوجية؛ تمثل العنوان الحقيقي لأسس التفاهم بل ويشكل الفصل الأبهى بفصول الرابطة الزوجية بتنفيذه وفوائده ونتائجه، وإنكار واقع الحال والتقصير يمثل درجة الهروب من استحقاق عائلي تحت مسميات ومبررات يصنعها الطرف الضعيف، بعد أن كانت الهدف شبه الأوحد في مراحل البناء والإعداد بالرغم من النفي المتكرر وإدعاء ترتيب الأولويات بفطرة نغذيها بالكبرياء والإنكار.
ننكر كمية الجهد التي صرفناها ليتحقق الحلم باللقاء، لنجهل أنها تمثل سلاحا مناعيا يحمينا من قوارض الزمن بحدود العمر، وهي تمثل درجة المساواة في ظاهرها ولكنها تمثل درجة التميز في واقعها خصوصا لمن يبحث عن التميز والنجاح بثروات يصنعها ولا يرثها.
لقد أكدت الأبحاث الجنسية الأمريكية العالمية أن العلاقات الجسدية بين الزوجين لها العديد من الفوائد الصحية النفسية لأنها الترجمة الحقيقية لتبادل دفء الشعور الداخلي ولا تمثل وظيفة مرحلية لسد ثغرة حياتية بل ويخلص مدير المعهد الصحي الجنسي بجامعة هارفارد والتي تحتل المركز الأول عالميا كجامعة بحثية منتجة، أن العلاقة الجنسية المنتظمة تساعد على تحقيق العديد من الفوائد الصحية ومنها علاج الأرق الليلي لأنها تسكن القلق وتشفي الإحباط فالحياة الزوجية المستقرة بفصولها واللقاء الزوجي بالتحديد يحتل القمة في الرياضات الفكرية بمرحلة الحياة الزوجية للحصول على درجة النجاح والتي تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات، كما أن النشاط الجنسي يعزز وظائف جهاز المناعة مما يسرع بالوقاية والشفاء من العديد من الأمراض، وقد ثبت علميا احتلال النشوة الجنسية كأحسن علاج للاكتئاب النفسي وأفضل وسيلة للاستمتاع بالحياة وتزداد أهميته عندما يمارس بشكل منتظم حيث يساعد على تألق البشرة ونضارتها.
الحياة الزوجية المستقرة بفصولها تقوي الجهاز العضلي وتحمي من إصابة النساء بهشاشة العظام في سن الاياس، فهي تساعد على إفراز هرمون الأستروجين صاحب السحر والنضارة والجمال والذي يحافظ على حيوية المرحلة الشبابية، وطبيا فالحياة الزوجية تساعد الجسم في إفراز هرمونات ومواد كيماوية مفيدة الأثر مما يعزز الخلايا المقاومة لسرطان الثدي والرحم، والمفرح بالأمر أن ممارسة الجماع والإشباع الجنسي الكامل يشفي جميع الأمراض الناجمة من التوتر ومشاكل الخصوبة وأمراض القلب لأن الجماع المعزز بالإشباع يساعد على الاسترخاء العضلي والعصبي ولهذا تساعد الممارسة الجنسية على شفاء نوبات الصداع النصفي العنيف بعدما فشلت جميع العقاقير المسكنة، فقد أكدت نتائج الأبحاث أن لحظات اللقاء الزوجية هي فترة زمنية مجردة من جميع أشكال العصف الذهني بمثالية بيئتها بالقدر الذي يسمح لرحيق فراشاتها أن تستمتع بأزهار عش الزوجية.
أطباء الخصوبة
في دراسة علمية حديثة لمجموعة من أخصائي الخصوبة، تبين أن النشاط الجنسي المنتظم والمتكرر يحسن من النوعية الوراثية للحيوانات المنوية وقد يساعد بعض الأزواج على الحمل سريعا، وكشفت الدراسة التي أجريت على مجموعة من الرجال في عيادة للخصوبة بأحد مراكز سيدني- استراليا البحثية المتقدمة بأنّ العيوب الوراثية في الحيوانات المنوية تراجعت بشكل مذهل بعد الاستمرار في البرنامج حيث طُلب منهم ممارسة النشاط الجنسي يوميا لمدّة أسبوع، هذا وينصح أطباء الخصوبة الرجال الذين يرغبون في الإنجاب بالامتناع عن النشاط الجنسي من يومين إلى ثلاثة أيام، لرفع عدد الحيوانات المنوية النشيطة التي ينتجونها، وقد اقترحت النتائج الحديثة بأنّ الرجال الذين يملكون حيوانات منوية صحّية لكن رديئة النوعية يمكن أن يحسّنوا المادّة الوراثية في الخلايا عن طريق الانشغال أكثر في النشاط الجنسي والذي يمكن أن يقلّل الضرر الوراثي من فرص تخصيب الحيوان المنوي العليل للبويضة، أو يمكن أن يؤدّي إلى تشكيل جنين يخفق في الالتصاق بجدار الرحم بشكل صحيح أو يتعرض لإجهاض، وفي دراسة حديثة لباحثي الخصوبة الاستراليين فقد تبين بأنّ الرجال يمكن أن يخفّضوا خطر تطوير سرطان البروستات بزيادة النشاط الزوجي بل وأكد فريق آخر بأنّ القذف يعتبر وسيلة مانعة لتعزيز المواد الكيمياوية المسبّبة للسرطان في البروستات.
المتعة .. والانجاب!
معظم الأزواج يمارسون الحياة الزوجية للمتعة بالدرجة الأولى ، والانجاب بالدرجة الثانية واستكمالا لمتطلبات الرابطة الزوجية بالدرجة الثالثة ودون مراعاة لظروف وعواطف الشريك الآخر، وبجهل لفنون ممارسة الحياة الزوجية وأصولها بل والأغلبية يعتقدون أن الغريزة الجنسية هي فرصة تفريغية لنفث الهموم والاسترخاء، والإكثار من الجنس ليس مضرا كما هو الحال في ممارسة العادة السرية لان الجوانب النفسية والفسيولوجية المصاحبة للجماع تختلف عن تلك المصاحبة للعادة السرية، بل أن الجنس يشبه اللياقة البدنية، ويخضع لمعادلة الإفادة مع الممارسة، فتزداد القوة الجنسية وفوائدها الصحية بإضطراد ممارستها بأصولها والعكس صحيح، فالاحتفاظ بهذه اللياقة يؤدي إلى عدم الإصابة بالعجز الجنسي عند التقدم في السن على أن تراعى ظروف ورغبات الشريك الحقيقي في ذلك فالجنس يجب أن يكون عنوان الحب وترجمة له، وهو الدواء الوطني المضاد لاحباطات الزمن والقدر، فمنشأ الكثير من الأمراض الجنسية يبدأ من الحصول على الإثارة دون إتمام المراحل المكتملة للعملية الجنسية والتوقف قبل الوصول إلى نهاية العملية يجعل من الجهاز التناسلي عرضة للإصابة بالكثير من الأمراض الجنسية فحصول الإثارة بين الزوجين والمبادرة إلى ممارسة الجنس تلزم الطرفين بإكمال المشوار حتى الوصول إلى النهاية، فأجواء اللقاء الجنسي بين الزوجين يجب أن يكون متعادلاً ومتكافئاً حتى لا يفقده قيمته الإنسانية، فمن يبحث عن حصد النتائج، فعليه أن يبذل الجهد بالقدر.
درجات التفاهم والانسجام
صفحات اللقاء الزوجي تمثل كتابا يخلد درجات التفاهم والانسجام، وحفر أحداثها في ضمير الزمان بالدرجة الكاملة للنجاح، فثمارها جذر المحافظة على استمرارية النسل والبشرية، ويمكن عزف سيمفونيها على مدار سنوات العمر لو تم استيعاب فنونها وأصولها، فاختلاف معدلاتها بحكم العمر قد يكون طبيعيا أحيانا، وشيخوختها قبل الأوان تلزم المقصرين باستخدام فنون عبارات الأعذار، علما أن استخدام الحبوب الزرقاء والحمراء لكلا الجنسين بالسرية والعلن قد ساعد البعض لاجتياز الإكمال بتعوبض التقصير ولجوء البعض للمنشطات والأعشاب هو النتيجة الطبيعية لمن فاته الاستيعاب والتطبيق بالعمر المناسب، لكنها ليست أكثر من طبقة مساحيق لتخفي تجاعيد الزمن حتى لا تختلط مفاهيم فصول الحياة الزوجية بين الفطرة والواقع حيث بدأت وللحديث بقية